الأدب الإسلامي

 

الاستعارة وروائعها في القرآن

 [1/2]

 

بقلم : د. السيدة مسرت جمال

الأستاذة المساعدة بقسم اللغة العربية

جامعة بشاور - باكستان

  

 

  

 

 

الاستعارة :

       لون من ألوان التصوير في القرآن، وهي من الأدوات المفضّلة لديه، ومن خلالها كان يعبّر عن المعنى الذهني والحالة النفسية والحا دث المحسوس ، فهو يعمد إلى هذه الصورة التي رسمها فيعطيها ألوانها وظلالها ثم لا يلبث بعد ذلك أن يضيف إليها الحركة فالحوار فإذا هي شاخصة تسعى.(1)

       الاستعارة لغةً مأخوذة من العارية الحقيقية التي هي ضرب من المعاملة ، وهي أن يستعير بعض الناس من البعض شيئًا من الأشياء،ولايقع ذلك إلاّمن شخصين بينهما علاقة بها تحصل استعارة أحدهما شيئًا من الآخر، و عرفها أبوالحسن الرماني(2) فقال: هي تعليق العبارة على غير ما وضعت فى أصل اللغة على جهة النقل للإبانة (3) . و الجمهور على أنها مجاز لغوي بمعنى أنها لفظ اُسْتُعمِل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة(4) لمثال لذلك قول المتنبي(5) في وصف سيف الدولة(6):    

ولم أرقبلي من مشى البحر نحوه

ولارجلاً قامت تعانقه الأسد(7)

       هل يريد المتنبي أن يقول إننى لم أر أحدًا قبلي مشى البحر نحوه؟ وواضح أن ذلك لا يفي بتصور محكم ، إذا لم يكن معنى البحر هنا شيئًا آخر غير ما وضعت له لفظة البحر في دلالةاللغة. فلفظ البحر هنا مجاز و تعني الرجل الكريم. و لفظ الأسد هنا مجاز أيضًا. إذ لامعنى أن تقوم كلمة الأسد من حيث دلالتها فى أصل اللغة وهي السباع في تقبيل سيف الدولة. وواضح أنه يريدبالسباع قادة سيف الدولة الشجعان. فاستعيرت لفظة البحر و الأسد لتحقق الجود والشجاعة . و العلاقةبين الرجل الكريم والبحر، وبين الشجعان والأسد هي المشابهة.(8)

       قسم البلاغيون(9) الاستعارة إلى نوعين : المفردة، و المركبة.

(1) الاستعارة المفردة :

       فالمفردة هي التي تكون جارية في لفظ مفرد مثلا: جاء البحر، و المراد من البحر هو رجل كريم. و له أربعة أقسام(10) ، إثنان من جهة و جود أركان الاستعارة و آخر من جهة حقيقة لفظ المستعار ؛ أي:

       (1) التصريحية          (2) المكنية

       (3) الأصلية             (4) والتبعية.(11)

       (1) الاستعارة التصريحية : وهي أن يصرح بذكر المشبه به فيها ، ويطوي ذكر المشبه من الواضح مثلا:

       نثرتهم فوق الأحيدب نثرة

       كما نُثرت فوق العروس الدراهم(12)

       الكلام في أصل اللغة : فرّقتهم.

       ففرقتهم ، نثرتهم مشبه به

       فاختار نثرهم على فرقتهم حيث إن النثر فيه قوة القبض ثم قوة التفريق، على سبيل الاستعارة التصريحية.

      (2) المكنية : أن يحذف المشبه به ويبقى المشبه على أن يرمز للمشبه به بذكر لازم من لوازمه يكون دليلاً على المحذوف، ويطلقون على الاستعارة فى هذه الصورة الاستعارة المكنية(13) مثلاً:

       قال الحجاج بن يوسف الثقفي(14):

       «إني لأري رؤوساً قد أينعت وحان قطافها و إني لصاحبها"(15) فهل تري أن ابن يوسف يريد أنني أرى رؤوسًا قد أينعت حيث إن الرؤوس لا تونع بل اليناعة صفة للثمرات.وواضح أن ذلك لايفي بتصور محكم . فالرؤوس مشبه والثمرات مشبه به ، و أينعت قرينة مانعة أن لا تؤخذ من كلمة الرؤوس المعنى الحقيقى و الثمرات محذوفة، وواضح ان الثمرات أقرب إلى الوضوح بسبب كون اليناعة صفة للثمرات، فالا ستعارة مكنية؛ لأن الركن الصريح من الاستعارة أي المشبه به قد كنى عنه.

       ثم يعودون و يقسمون الاستعارة إلى قسمين آخرين باعتبار اللفظ المستعار الأصلية و التبعية.

       (3) فالأصلية : ضابطها أن لا يكون المستعار فيها مشتقًا، مثل استعارة النور للعلم، والحياة للإيمان، والأسد للرجل الشجاع، والعدل للعادل، والنطق للإبانة، والضحك لتفتح النور و هكذا. و سمّيت أصلية؛ لأن المجاز جرى فيها في نفس الكلمة ، بلاوساطة.(16)

       (4) وثانيتهما : تبعية وضابطها أن يكون المستعار فيها مشتقًا، أو حرفًا من حروف المعاني . و سمّيت تبعية لان المجاز جرى أولاً فيما قد اشتق منه لهذا اللفظ ثم سرى إليه .(17)

       وهذا كله جار في الاستعارة المفردة.

(2) الاستعارة المركبة:

       قال الخطيب القزويني(18):

       و أما المجاز المركب فهو اللفظ المركب المستعمل في ما شبه بمعناه الأصلي و إجراء على حد الاستعارة كان بسبب حذف المشبه من الكلام و إطراح أداة التشبيه ، كما يقال: أراك تقدم رجلاً ، و تؤخر أخري.(19)

       فالكلام من جهة مفرداته جري الحقائق اللغوية وأصبح مجازًا مركبًا من جهة التركيب، وللاستعارة المركبه ثلاثة اقسام:

       1- تمثيلية. 2- مرشحة. 3 – مجردة.(20)

       (1) فالاستعارة التمثيلية تركيب استعمل فى غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الأصلي؛ مثلاً: من نجل الناس نجلوه ، هو في أصله مجــاز معناه من تكلم في الناس بالسوء تكلموا فيه بمثله، و النجل من معانيه الحزوالقطع بالمنجل و هو آلة الحصاد، وحين يضرب به المثل يصير استعارة تمثيلية قطعًا.(21) 

       (2) الاستعارة المرشحة التي ذكرت فيها ملائم المشبه به مثلا:قال تعالى «أُوْلـٰـئِكَ الَّذِيْنَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدٰى فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ» (22) في كلمة «اشتروا» استعارة تصريحية بمعنى اختاروا، وقد ذكر معها شيء يلائم المشبه به، و هذا الشيء هو «فما ربحت تجارتهم» فالاستعارة مع ملائم المشبه به تكون مرشحة ، وهذه الاستعارة مركبة و ليست في المفرد.

       (3) الاستعارة المجردة التي  ذكرت مع الاستعارة ملائم المشبه،(23) مثلاً:

يؤدون التحيــــــة من بعيد

إلى قمر من الايوان باد(24)

       و"قمر" يراد به شخص الممدوح - هو الذي مشبه - و كلمة "الايوان باد" ملائم المشبه، و الاستعارة مع ملائم المشبه تكون مجردة، و هذه مركبة و ليست في المفرد. و لا تُعْتَبر الاستعارة المرشحة والمجردة إلاّ بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها لفظية أوحالية، و لهذا لا تُسمى قرينة التصريحة تجريدًا، ولا قرينة المكنية ترشيحًا.(25) 

الجمال فى الاستعارة

       الاستعارة أسلوب من أساليب المجاز، وهي بجميع ألوانها و أصنافها لا تخلو عن الحسن و الجمال سواء أكانت الاستعارة مكنية أو تصريحية، أصلية أو تبعية، مرشحة أو مجردة ، مطلقة أو تمثيلية. إن سر جمال الاستعارة لا يتعدي من ناحيتين ، من ناحية أن تركيبها بدل على تناسى التشبيه ويحملنا على تخيل صورة جديدة و تنسينا روعتها ما يضمه الكلام من تشبيه خفي مستور(26) . انظر إلى قول البحتري(27) في فتح بن خاقان(28):

يسموبكف على الحافين حانيـــة

     تهمى وطرف إلى العلياء طماح (29)

       ألست ترى كيف كفه تسيل؟ و كيف قد تمثلت في صـورة سحابة هتافة تهب وبلها على الحافين السائلين ؟ وإن هذه الصورة قد تملكت عليك و على مشاعرك فاذهلتك عما اختأ في الكلام من تشبيه؟

       وإذا سمعت قوله في رثاء المتوكل(30) وقد قُتل غيلة:

صريح تقاضاء الليالى حشاشة

     يجود بها و الموت حمر أظافره (31)

       فهل تستطيع أن تبعد عن خيالك هذه الصورة المخيفة للموت ، وهي صورة حيوان مفترس لون أظافره حمرآء بد ماء قتلاه ، والتي قد انتقشت في خيالك من هذه الاستعارة؟ لا.

       وهذه الاستعارة المكنية أبلغ وأجمل من التصريحية؛ لأنه لا يزال فيها التشبيه يراد بحذف المشبه به، كما رأينا في الشعر الأول أن «الكف»  شُبه بالسحابة، و " الموت " بالحيوان المفترس في الشعر الثانى. والسحابة و الحيوان مشبه بهما محذوفان ، فأصبحت الاستعارة مكنية.

       ومن ناحية أنها - الاستعارة - تشتمل على الابتكار و روعة الخيال، والابتكار و الروعة بدورهما - من عناصر الجمال - كما بينا ذلك سابقًا، من العوامل الأساسية للأثر في نفوس سامعيها، ومن الميادين التي تتسابق فيها فرسان الكلام والفنانون(32) .

       وهكذا الحال للاستعارة التصريحية أيضًا حيث إنها تحتضن الجمال والروعة في حضنها . وذلك من وجه أن التشبيه فيها يكون صريحًا ضد المكنية؛ لأنها توصل ذهن القاري والسامع إلى المقصد فورًا، كقوله تعالى :

"قُلْ هَلْ يَسْتَوِيْ الأَعْمـٰـى وَالبَصِيْرُ"(33)

       هنا شُبه الضال الجاهل بالأعمى ، والهادي العالم بالبصير، و إذا كان المشبه به موجودًا كا نت الاستعارة تصريحية. و ذلك لأنه تعالى لايسئل أن يبين له أن الأعمى و البصيرغير مساوٍ؛ بل بهذا الأعمى و البصير يبين لنا حالة الكافر و المنافق وحالة المهتدي والضالّ. و لا يصح لنا أن ناخذ العماية و البصارة في المعنى الحقيقى. وذلك لأن سياق الكلام دليل عليه وهو : "وَالَّذِيْنَ كَذَّبُوا بِآيـٰـتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ". و بعده: "وَ اَنْذِرْ بِهِ الَّذِيْنَ يَخَافُونَ اَنْ يُّحْشَرُوا اِلىٰ رَبِّهِمْ...".

       إن إحصاء ما ورد في القران منها ، وإجراءها لا يؤدي إلى بيان الجمال الفني  في هذا اللون من التصوير ،ومن الخير تبيان الأسرار التي دعت إلى إيثار الاستعارة على الكلمة الحقيقية . وقدوردت استعارات كثيرة في القرآن الكريم و أتينا بها هنا في الفقرات الآتية نريد أن نبين جمالها وروعتها.وحيث إن الاستعارات كثيرة و لو شرعنا أن نفصل جمال كل واحدة منها ليكون الكلام طويلاً، و من الطول يسئم الناظر أحيانًا.فلذا اخترنا عدة استعارات من استعارات قرآنية لبيان جمالها. و تركنا الباقية منها إلى الناظر ليتفكر فيها و يحس ما فيها من صبغ الجمال والروعة(34) .

1 - «اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» (35)

       وهي قد وردت في القرآن الكريم نحو خمس وأربعين مرة(36)، و استعيرت الصراط للدين. و حيث إن المشبه به "الصراط" موجود، الاستعارة تصريحية. وإن الجمال الذي نجده في هذه الكلمة هو أنه قد شبه الدين الذي هو شيء عقلي بالصراط الذي كما نعلمه طريق - و يمشي عليه الناس و يصلون به إلى غايتهم- شيء حسي ومرئي. فالدين - بجميع أوامره التي علينا أن نمتثله حتى نحصل على رضوان الله - قد تمثل بصورة الصراط و يسهل لنا بذلك أن نفهم معنى المراد بطريقة جيدة .

       ألاترى كيف تمثل الدين بالصراط. وكيف أفرغ جميع أحكام الدين في قالب كلمة واحدة بصورة حسينة، و إنها "الصراط المستقيم " الذي يبلغنا إلى غايتنا العالية؟ وهل ترى أن التناسق والروعة التي تؤدي "اهدنا الصراط المستقيم" تمكن أن تؤدي "اهدنا الدين المستقيم" تادية كاملة؟ لا بل يحس القارئ و السامع لذة جمال "الصراط" فورا ويهزعطفه من اللذة الحاصلة من هذا الاحساس.

       وجرس(37) الحركات لكلمة "الصراط" ينشئ كيفية عذبة دون "الدين" إذ في الدين الحركة من أسفل إلى سكون و من سكون إلى أوسط، حينما في الصراط جرس الحركة من أسفل إلى أوسط و من أوسط إلى أوسط وهذه الحركات ترن رنة حث دون الأخرى.

       ألاتحس لذة نبرة الصوت(38) لكلمة "الصراط" التى تنشئ اللذة بخلاف "الدين" وهي تجعلك جامدًا، إذ في الدين نبرة من الأوسط إلى الأوسط و من الأوسط إلى الأوسط، حينما فى الصراط نبرة من الاوسط إلى الأدنى ومن الأدنى إلى الأوسط ، و في هذه النبرات هبوط من الصعود، و صعود من الهبوط، وهي تبعث بالحركة.

ألا وجدت أيها الناظر لذة في هذا الموسيقى؟

2 - "خَتَمَ اللّهُ عَلـٰـى قُلُوبِهِمْ"(39)   

              يطبق الختم ، و هو الشمع ، على الشيء؛ لأن لا يزاد اليه شيء و أن لا ينقص منه شيء و يكون محفوظاً من أيدي اللاعبين ، وإنما يفعل ذلك في الأشياء الهامة و القيمة كقوله تعالى فى وصف شراب الجنة :

3 - "ختامه مسك" (40) 

       يعنى هذا الشراب محفوظ من النقص والزيادة و هذا معناه الحقيقى فهذا المعنى هنالا يصح عقلاً، فالمرادهنا منه على سبيل الاستعارة ، وسم قلوبهم بسمة يتبين بها الملائكة بين الكافر والمؤمن، و حيث إن المشبه به وهو "ختم " ذكر، فالاستعارة تصريحية.

       وإن هذه الاستعارة قدأتت في القرآن خمس مرات(41) تقريبًا، وقرنت فيها إما بالقلب ، وإما بالسمع و إما بالفم، و كل من القلب و السمع والفم من وسائل الفهم والإفهام. فحسن الاستعارة في تلك المواضيع هوأن الله تعالى، لاستكبارهم عن قبول الحق وعن أداء الحق بهذه الوسائل ، قد جعلها متسمة بسمة هي بمنزلة الختم عليها لا يدخل فيها الخير و الحق ولا ينقص شيء من استكبارهم عن الحق.

       ومزيدًا ، إن الطبع و الوسم الذي هو الحقيقة لا يفيد الدقة ما يفيدها الختم . وذلك لان الختم على الشيء ، كما تدل مادته ، إنما يكون إذا تم هذا الشيء، ولم يبق فيه مجال للزيادة و التقليل، بخلاف الطبع و الوسم حيث إنهما يكونان في شيء تاماً كان أوغير تام . فباستعارة الختم للوسم هنا إشارة إلى استكبارهم عن الحق قد تم و كمل ، و أنه لا يقبل التنقيص و التغيير عن حالته الموجودة.

       أما أحسست جمال الفاظ القرآن المجيد العجيبة يا أيها الناظر؟

4 - "أولـٰـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدٰى فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ" (42)

       تستعار كلمة "اشترى" لمعنى "اختار"(43) عند العرب؟ فلذا استعارها القرآن لهذا المعنى نحو ثماني مرات(44). وفي كل مرة نشاهد الدقة والرقة التي لا تمر في خيالنا لو لم تستعرهذه الكلمة لهذا المعنــى. و في القرآن العظيم هذه الكلمة بمعنى الاختيار قد قرنت بالضلالة ، و بالحياة الدنيا . ولا نفهم من معناها سوى أن الضلالة و الحياة ليستا بضائع ولا بسلعة حتى أن تشترى و تباع ؛ بل إنهما تختاران.

       وأما النكتة الدقيقة و الجميلة التي تترشح من هذا اللفظ و هي أنه إذ يشتري المرء شيئًا فهو لا يأخذه إلابعد الفحص و التفتيش و التأكد بكونه جيدًا متمًا لغرضه حتى لا يصبح نادماً و مغموماً بعد شرائه، فاستعارة "اشترى" "اختار" تدل على أنهم لم يختاروا الضلالة أو الحيوة الدنيا صدفة ، بلا فكرو تدبر، وأنهم في اختيارهم لهماغير مضطرين ؛ بل اختاروهما بعد بذل جهودهم الفكرية فيهما. فلذاهم يستحقون عاقبة ما اختاروهما. و تلك العاقبة هي الخسارة في تجارتهم . فعلى المرء أن يعمل بعد الفكر والتدبر كما يشتري الأشياء من السوق.

5 - "هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَ اَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ"(45)

       قد أتت كلمة "لباس" ست مرات(46) مجازًا في القرآن. و المراد به – هنا – القرب البالغ في النها ية و المعنى المراد هو قرب بعضهم من بعض واشتمال بعضهم على بعض كما تشتمل الملابس على الأجسام، وتقرب منها. وبما أن المشبه به موجود فالاستعارة تصريحية(47).

       إن الروابط التي تكون بين الزوج و الزوجة ليس لها التعبير الأحسن سوى هذا التعبير. و نحن لانستطيع أن نزن مقدار حسنه العظيم .و هذا شأن الله عزوجل أنه يورد المعنى الذي لا يستطيع المرء ذكره من جهة الاستحياء بصورة الاستعارة(48) أو الكناية كقوله: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ اَنّىٰ شِئْتُمْ(49)

       والرابطة القوية التي هي في كلمة لباس ليست في كلمة قرب؛ لأن القرب يمكن أن يوجد بين الشيئين بلا التصاق بيهنما. وأما اللباس فالقرب بينه و بين الجسم إنما يحصل حينما  يلتصق اللباس بالجسم. و فيه إشارة لطيفة أخرى، و هي أن الزوجين يكونان أمينين ، ساترًا كلّ واحد منهما سرالآخر وأحواله عن الناس كما يستر اللباس الجسم عن أعين الناس.

*  *  *

الهوامش :

 

1-         التعبير الفنى في القرآن : د/ بكرى شيخ أمين : ص 197

2-      أبوالحسن الرماني ( 296 ــ 384هـ = 908 ــ 994م ) علي بن عيسى ابن علي بن عبدالله باحث معتزلي مفسر، من كبار النحاة، مولده وفاته ببغداد. وله نحومئة مصنف، منها  شرح أصول بن سراج، و شرح سيبويه ، و النكت في إعجاز القرآن .أنظر معجم المؤلفين:7/ ،مفتاح السعادة :1/142

3-      سرالفصاحة ص : 134

4-      التفازاني : مختصر المعاني : ص : 378

5-      المتنبي ، أبو الطيب، أحمدبن الحسين . شاعر ، أديب . أنظر معجم المؤلفين : 1/201 – 13/358 .

6-      سيف الدولة ،والى حلب منذ سنة 333هـ . انظر وفيات: 1/400.

7-      ديوان المتنبي ، ص : 186.

8-      من أساليب البيان: محمد علي أبو حمده . ص : 128 ــ 129

9-      من قضايا البلاغة و النقد : عبدالعظيم المطغى .ص : 128

10-     المرجع السابق و نفس الصفحة.

11-     الإيضاح في علوم البلاغة :للخطيب القزويني : ص ، 217-214 .

12-     ديوان المتنبي ، ص : 379

13-     جواهر البلاغة :ص، 246.

14-     حجاج بن يوسف، الثقفي كان واليًا من ولاة بني أمية و خطيبًا.

15-     انظر المثل السائر: ابن الأثير . ج : 2 ، ص : 98

16-     البلاغة الواضحة: تاليف : علي الجارم و مصطفى أمين ص : 91

17-     جواهر البلاغة : : السيد أحمد الهاشمي :ص، 247.

18-     محمد بن عبد الرحمن بن عمر، أبو المعالي ، جلال الدين القزويني ، الشافعي (666 ــ 739 هـ = 1268 ــ 1338م ) المعروف بخطيب دمشق. قاض. من أدباء الفقهاء. ولد بالموصل وتوفي في دمشق. من كتبه : تلخيص المفتاح، و الإيضاح، و السور المرجاني من شعر الأرجاني. انظر للتفصيل: الأعلام : 6/192، مفتاح السعادة: 1/168، مرآة الجنان: 4/301.

19-     الجرجاني: دلائل الإعجاز: ص :290، من قضايا البلاغة و النقد:ص: 123.

20-     جواهر البلاغة، ص: 254.

21-     من قضايا البلاغة و النقد ، ص : 127ــ

22-     سورة البقرة : 16.

23-     جواهر البلاغة :ص،253.

24-     ديوان البحتري : ص : 86.

25-     البلاغة الواضحة: تاليف : على الجارم و مصطفى أمين ص : 91

26-     نفس المصدر: ص : 105.

27-     البحتري ، أبو عباده ، الوليد بن عبيد كان شاعرًا عباسيًا. انظر معجم المؤلفين : 13/ 170.

26-     فتح بن خاقان: فتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان: أديب، شاعر من أهل قرية تعرف بقلعة الوادي قرى يحصب – توفي قتيلاً بمدينة مراكش – من تصانيفه: قلائد العقيان ومحاسن الأعيان، بداية المحايسن وغاية المحاسن، كنـز الفوائد. ميلاده فى سنة ، 1141/535.، – معجم المؤلفين ، 3/49.

29-     ديوان البحتري : ص : 70.

29-     المتوكل  ، محمد بن عبد الله من خلفاء عباس ، كان عالماً. ( معجم المؤ لفين : 1/ 208)

31-     ديوان البحتري : ص : 55.

32-     البلاغة الواضحة : ص : 106.

33-     الرعد .

34-     التعبير الفني في القرآن: ص .198

35-     الفاتحة : 6.

36-     محمد فؤاد عبد الباقي : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم  ص: 457 ، و مادة : ص :6 ، ر، ط.

37-     الأصول الغنية للأدب : ص : 35

38-     د ــ تمام حسان : اللغة العربية معناها و مبناها : ص : 266

39-     البقرة : 7.

40-     المطففين : 26.

41-     المعجم المفهرس  لألفاظ القرآن : ص : 227 ، و مادة : خ. ت . م.

42-     البقرة : 16

43-     البلاغة الواضحة : ص : 90

44-     المعجم المفهرس لألفاظ القرآن: ص  : 381 ، مادة : شـ رـ ي ـ

45-     البقرة : 187

46-     المعجم المفهرس لألفاظ القرآن : ص : 645 و مادة : ل ـ ب ـ س ـ

47-     تأويل مشكل القران : ص ، 107.

48-     الكشاف : 1/ 224.

49-     البقرة : 223.

 

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان 1428هـ = أغسطس - سبتمبر  2007م ، العـدد : 8 ، السنـة : 31.